]size=18]نصائح العشر :
(1) لا نوم في ليالي العشر :
فقد
كان النبي صلى الله عليه وسلم يحيي ليالي العشر وهذا بالتهجد فيها
والصلاة
.
(2) أعن الأهل على العمل الصالح
.ففي حديث أبي ذر أن النبي
صلى الله عليه وسلم لما قام بهم ليلة ثلاث وعشرين ، وخمس و عشرين ذكر أنه دعا أهله
و نساءه ليلة سبع و عشرين خاصة ، و هذا يدل على انه يتأكد إيقاظهم في أكد الأوتار
التي ترجى فيها ليلة القدر .
قال سفيان الثوري : أحب إلي إذا دخل العشر الأواخر
أن يتهجد بالليل و يجتهد فيه ، و ينهض أهله و ولده إلى الصلاة إن أطاقوا ذلك
.
(3) أكثر من الدعاء فيها :
فقد أمر النبي أم المؤمنين عائشة بالدعاء
فيها . قالت عائشة - رضي الله عنها - للنبي : أرأيت إن وافقت ليلة القدر ما أقول
فيها قال : ] قولي : اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني [.
وكان سفيان الثوري
يقول : الدعاء في تلك الليلة أحبُّ إليَّ من الصلاة ، و إذا كان يقرأ ، وهو يدعو ،
ويرغب إلى الله في الدعاء و المسألة لعله يوافق . فكثرة الدعاء أفضل من الصلاة التي
لا يكثر فيها الدعاء ، و إن قرأ و دعا كان حسناً .
(4) تطهير الظاهر والباطن
:
فقد كان السلف يستحبون أن يغتسلوا كل ليلة من ليالي العشر الأواخر ، و
منهم من كان يغتسل و يتطيب في الليالي التي تكون أرجى لليلة القدر ، فلا يصلح
لمناجاة الملك في الخلوات إلا من زين ظاهره و باطنه .
(5) ليلها كنهارها لا
تغفل عن ذلك
، فقد ذهب بعض السلف إلى اعتبار ليلة القدر كنهارها في لزوم
الاجتهاد في العمل الصالح .
قال الإمام الشافعي: استحب أن يكون اجتهاده في
نهارها كاجتهاده في ليلها . وهذا يقتضي استحباب الاجتهاد في جميع زمان العشر
الأواخر ليله ونهاره .
(6) من أشرف العبادات التي تتقرب إلى
الله
بها في هذا الوقت " التبتل " أي الانقطاع إلى الله ، قال تعالى : ]
وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا رَبُّ الْمَشْرِقِ
وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا [ [ المزمل : 8-9 ]
ففرِّغ قلبك له ، فلا جدال ، لا مناقشات ، لا اختلاط فاحش ، أغلق الهاتف ، وانس
همومك ، ودع مشاغلك ، عليك بالانفراد بنفسك والتحلي بمناجاة ربك وذكره ودعائه
.
(7) تحسس قلبك ،
راقب نيتك ، فنية المرء خير من عمله ، فاحتسب
وتقرب
.
(8 ) تذكر أنه على قدر اجتهادك ستكون منزلتك ،
فلا
تدع بابًا للخير إلا طرقته ، وتنوع الطاعات علاج لطبيعة الملل عند الإنسان
.
(9) عليك بالمجاهدة والمعاناة مع الصبر والاصطبار
قال بعضهم : من
أراد أن تواتيه نفسه على الخير عفواً فسينتظر طويلاً بل لابد من حمل النفس على
الخير قهراً
.
(10) قلل من كلامك
، فأحصِ عدد كلماتك في اليوم
والليلة فعليك بهذه الأمور ، فعليك بالصمت ، فمن صمت نجا .
(11) تذكر
هذا زمان السباق
، فلا ترضَ بالخسارة والدون : قال أحدهم : لو أنَّ رجلاً
سمع برجل هو أطوع لله منه فمات ذلك الرجل غمَّا ما كان ذلك بكثير . فهل ترضى بهذا
الحرمان ، يفوز الناس بالمغفرة والرحمة والعتق وتضاعف أعمالهم ، ويبغون الجنة ،
وأنت في مكانك كبلتك الخطايا ، لا .. لا يمكن أن ترضى ، لذلك ستجتهد حتمًا بإذن
الله
.
(12) أحسن الظن بالله ،
فلو فاتك شيء قم واستدرك لعلك
تعوضه ، فإنَّه يمنع الجود سوء الظن بالمعبود ، ولو أحسنت الظن بالله ستحسنُ العمل
، لأنك ستحبه حبًا عميقًا . اللهم نسألك حبَّك ، وحبَّ من يحبك ، وحب كل عمل يقربنا
إلى حبِّك
.
(13) لتكن لك عبادات في السر،
لا يطلع عليها إلا الله
، فهذا أدعى للإخلاص .
قال صلى الله عليه وسلم : ] صلاة الرجل تطوعا حيث لا يراه
الناس تعدل صلاته على أعين الناس خمسا و عشرين [ [ رواه أبو يعلى وصححه الألباني
]
(14) اجمع بين الكم والكيف،
نريد أعمالًا ضخمة فذة كبيرة ، لم تصنعها
في عمرك ، هذا العام ستقوم بها ، نعم ستقوم بها ، فهي علامة صدقك في طلب رضا الآخرة
، وابتغائك ما عنده من الخير العميم ، ولن ترضى عن نفسك حتى تصنع أقصى ما تستطيع ،
وبعدها ستقول : سبحانك ما عبدناك حق عبادتك .
أعمال فذة مقترحة للمجتهدين
.
ترددت كثيرًا في كتابة هذه الأعمال ، لأنَّ كثيرًا من الناس يقول : إنه
يستبعد وجودها في زماننا ، وأنه كلام يصلح لعصر السلف ، وأنه يُحبط عند سماع ذلك ،
لكن الذي دفعنني إليه ، أنّه بفضل الله هناك إخوة وأخوات أشعلوا الحماس فينا جميعًا
، استج ، فهناك – والله الذي لا إله غيره - من ختم القرآن في ركعة الوتر ، ومن صلى
(300) ركعة ، ومن استغفر (20) ألف مرة ، هؤلاء لماذا يسبقوك ؟ هؤلاء نحسبهم صدقوا
الله وأخلصوا – والله حسيبهم ولا نزكي على الله أحدًا – فأنا أهدي هذه الأعمال
الفذة لهم ولكل من يريد أن يلحق بهم ، هؤلاء نفذوا الوصية ورفعوا الشعار ( لأرين
الله ما أصنع ) – ( لن يسبقني إلى الله أحد ) ( وعجلت إليك ربي لترضى ) فهيا الحق
بهم ولا تفتر ، ولا تثبط ، هؤلاء كلهم في أول الطريق ، فانظر كيف بلغوا ، وأنت
أيضًا ستبلغ ذلك وأكثر بإذن الله .
(1) لماذا لا تختم القرآن كل ليلة
؟
كما صنعها عثمان وتميم الداري - رضي الله عنهما - في ركعة الوتر ، وقرأ
منصور بن زاذان القرآن كله في صلاة الضحى ، وكان الأسود النخعي وسعيد بن جبير يختم
القرآن في كل ليلتين ، وفي مصر بعض المشايخ يصنع ذلك رأيته بعيني رأسي ، كان قتادة
يختم في سبع ، وفي رمضان في ثلاث ، وفي العشر كل ليلة ، وكان الحافظ ابن عساكر يختم
كل جمعة ، وفي رمضان كل يوم ، وكان الإمام أبو حنيفة والإمام الشافعي يختمان القرآن
في كل يوم مرتين ، وبلغ بالعبد الصالح أبو العباس بن عطاء أن ختم القرآن في اليوم
والليلة ثلاث مرات ، وختم الإمام الضبي القرآن أربع مرات في يوم
واحد
(2) لماذا لا تسجد وتقترب ؟
سجد سفيان الثوري سجدة بعد صلاة
المغرب فما رفعها إلا على آذان العشاء ، وكان أبو جعفر الباقر يصلي كل يوم (50)
ركعة ، و كان عبد الله بن غالب يصلي الضحى (100) ركعة ويقول لهذا خلقنا وبهذا أمرنا
، و كان مُرة بن شراحيل الملقب ب ( مرة الخير ) يصلي كل يوم (200) ركعة ، وكان
الإمام أحمد يصلي كل يوم وليلة (300) ركعة ،
وكان بلال بن سعد من العبادة
على شيء لم يسمع في أمة محمد صلى الله عليه وسلم ، كان يصلي كل يوم وليلة ( ألف)
ركعة .
(3) لماذا لا تكون من الذاكرين الله كثيرًا
؟ كان
أبو هريرة - رضي الله عنه - يسبح ويستغفر في اليوم (12 ألف مرة ) - ، وكان خالد بن
معدان يسبح (40 ألف تسبيحة ) حتى مات وأصبعه على عقد التسبيح ، وكان أبو الدرداء
رضي الله عنه يسبح (100ألف مرة ) .
(4) الصيام والإفطار على التمر
والماء.
كما كان الحبيب صلى الله عليه وسلم شهرين لا يوقد في بيته النار ولا
يطعم إلا التمر والماء ، وهذا الإمام أحمد يقول ابنه صالح : جعل أبي يواصل الصوم ،
ويفطر في كل ثلاث على تمر شهرين ، فمكث بذلك خمسة عشر يومًا ، يفطر في كل ثلاث ،
ثمَّ جعل بعد ذلك يُفطر ليلة وليلة ، لا يفطر إلا على رغيف .
(5) صدقة
عظيمة بشيء عزيز على نفسك
: فلن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون ، رسول
الله يتألف الرجل بغنم بين جبلين ( ثروة بالملايين الآن ) ، وأبو بكر - رضي الله
عنه - يتصدق بماله كله ، وعمر - رضي الله عنه - بشطر ماله ، وأتي بـ (22 ألف درهم )
فما قام من مجلسه حتى فرقها وكان إذا أعجبه المال تصدق به ، وعثمان يجهز الجيش
بعشرة آلاف درهم ويشتري البئر ليشرب المسلمين بـ (40 ألف درهم ) ويقول له النبي :
ما ضرَّ عثمان ما فعل بعد اليوم ، وباع عبد الرحمن بن عوف – رضي الله عنه – حديقة ب
(400 ألف ) وقسَّمها في أزواج النبي ، وطلحة بن عبيد الله يتصدق في يوم ب (700 ألف
) ، فمن منا سيسبق في هذا الميدان ويتصدق بشيء نفيس عليه ؟
(7) من ينشر
الخير ويدعو إلى الله ؟
من سيستعمله الله ويجعله من خدام دينه ؟ من سيفتح
الله على يديه هداية قومه وأهل بيته وجيرانه بفضل إخلاصه وصدقه ؟ وزِّع أكثر ما
تستطيع من الكتيبات النافعة والمطويات والأشرطة التي تحث الناس على عمل الخير،
واحتسب أعمالهم في ميزان حسناتك ، فالدال على الخير كفاعله ، فمن سيحقق الرقم
القياسي في ذلك ، فتكتب له أعمال آلاف البشر؟ .
وبعد هذه أعمال فذة تريد رجالا
أصحاب همم عالية ، أنت منهم إن شاء الله ، لا تستثقل العمل ، فقط استعن بالله ،
وانهض ، وقل : لأرين الله ما أصنع ، ستصل بحوله وقوته ، بفضله ورحمته ، لا
بإمكانياتك ، لا بتصوراتك لقدراتك ، ستكون سنة الخير علينا جميعًا ، ونزرق بإذن
الله ليلة القدر ، فأخلصوا لله واصدقوا في طلب رضاه ، وستبلغون مما يرضيه الآمال ،
فاللهم إنك عفو تحب العفو فاعفُ عنا .[/size]